وابن الجهم، وعَجَزَ عن مثلها كلُّ ناظم وناثر، وفَتَنَتْ سمعَ كل أديب وشاعر، وأعْلَمَ فيها ولادة
باقامته على وُدِّها، وحفظ عهدها، وأولها:
بِنْتُم وبِنَّا فما ابْتلتْ جَوانِحُنا ... شوْقا إليكمْ ولا جَفَّتْ مآقينا
يَكادُ حينَ تناجيكُم ضمائرُنا ... يقضي علينا الأسى لولا تَأسينا
حالتْ لفقدكمُ أيامُنا فغدتْ ... سُودا وكانت بكم بيضا ليالينا
إذْ جانِبُ العيش طَلْقٌُ من تَألُّفِنا ... ومورد اللهو صافٍ من تصافينا
وإذْ هَصَرْنا غصون الأنس دانية ... قُطوفُها فجنينا منه ما شينا
ليُسْقَ عهدُكم عهد السرور فما ... كنتم لأرواحنا إلاّ رياحينا
من مبلغ الملبسينا بِانْتِزَاحِكمُ ... حزنا مع الدّهر لا يَبْلَى ويُبْلينا
أنَّ الزَّمان الذي لا زال يُضْحِكُنا ... أُنْسا بقربكم قد عاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا ... بأن نَغَصَّ وقال الدهر آمينا
فانحل ما كان معقودا بأنفسنا ... وانْبَثَّ ما كان موصولا بأيدينا
وقد يكون وَمَا يُخْشَى تَفَرُّقُنا ... فاليوم َنحنُ وما يُرجى تلاقينا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute