دُعيت يوماً الى منية المنصور بن أبي عامر ببلنسية، وهي منتهى الجمال ومُزْهَى الصَّبا والشمال،
وعلى وهْيِ بنائها وَسُكُونِ الحَوَادِث بُرْهَةً في فِنَائها، فوافيتها، والصُّبْحُ قد ألبسها قميصه، والحُسْنُ قد
شرح بها عويصه. وَبِوَسَطِهَا مجلسٌ، قد تفتحت للروضة أبوابُه، وتوشحت بالأُزْرِ المبهجة أثوابُه.
يخترقه جدول كالحسام المَسْلُول، وينساب فيه انسياب الأيم بين الطلول. وضفتاه بالأدواح محفوفة،
وهو يروق كالخريدة المزفوفة.
وفيه يقول علي بن أحمد أحد شعرائها وقد دخله مع لمة من وزرائها:
قُمْ فَاسْقِني والرِّياضُ لاَبسَةٌ ... وَشْياً من النور حَاكهُ القَطْرُ
والشمسُ قد عُصْفرتْ غَلائِلُهَا ... والرَّوْضُ تَنْدَى ثيابه الخُضْرُ
في مجلس كالسماء لاَحَ لنا ... مِنْ وَجهِ من قدْ هَوِيتُهُ بدْرُ
والنهرُ مثلُ الفجر حفَّ به ... من الندَامى كوَاكبٌ زُهرُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute