وكأن النَّجْمَ سرْبٌ لِمَهاً ... رَاعَهُ السِّرحَانُ صُبْحاً فافْترقْ
وهذا المعنى، قد تَدَاوَلَهُ الأُدَبَاء، وحَامَ على مسرعه الخطباء منهم والشعراء. وقصدوه قَصْدَ الظمآن
للنهر المُطرد، وشَدَوْا على أفنانه شَدْوَ الطائر الغَرِد. أخذه أبو أحمد المنفتل فقال:
بتنا كأن حداد الليل شَمْلَتُنَا ... حَتَّى غَدَا اللَّيْلُ في ثوبٍ سَحُولي
كأنَّ لَيْلَتنا والصُّبْحُ يتْبَعُها ... زِنجِيَّةٌ هَرَبَتْ قدّامَ رومي
قوله: (في ثوب سَحُولي) أي: في ثوب منسوب الى سَحُول، وهو موضع باليمن، تنسب إليه الثياب،
والسَّحْل: الثوب الأبيض، وكل ثوب من قطن أبيض، يقال له سَحْل، وهو معروف عند العرب. ومنه
قول طرفة:
وذالت كما ذَالَتْ وليدةُ مَجْلِسٍ ... تُِري رَبَّها أَذْيَالَ سحلٍ مُمَدَّدِ
ومنه أيضاً قول الهذلي يصف حمر وحش:
غَدَرْنَاها وكانت في مصامٍ ... كأنَّ سَرَاتهَا سحْلٌ نَسيجُ
قال هذا الأصمعي وأبو عبيدة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute