للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوَمَا خُبِّرْتَ عَمَّا قيلَ في ... مَثَلٍ بَاقٍ على مَرِّ الأبدْ

إِنَّمَا دُنْيايَ نَفْسِي فإِذَا ... تَلِفَتْ نفْسي فلاَ عاشَ أَحَدْ

قال: وكان أبو محمد، أحد هؤلاء الثلاثة أعجوبة ذلك العصر؛ وفارس ميداني النظم والنثر. وقد

تَرَدَّى من الفصاحة برداء كبريائها؛ وتزين بتاج بهائها؛ وقعد على ثبج جوزائها، وتصرف في

ساحاتها وأرجائها وهو القائل:

وَمُنكرة شَيْبي لعرفانِ مَوْلدي ... تُرَجِّعُ والأجْفَانُ ذات غروبِ

فقلت يسوق الشيب من قبل وقته ... زوال نعيم أو فراق حبيبِ

وهو القائل أيضا:

إذا ما الشوقُ أرقني ... وبات الهَمُّ من كَثَبِ

فضَضْتُ الطينَة الحمرا ... ء عن صفراءَ كالذهبِ

وقال أيضا:

يا خليليّ لقَلبٍ ... نيلَ من كُلِّ الجهاتِ

إنْ هَامَ بِلَيْلَي ... وبِرَيَّا والبنات

وبِأَنْ صادَتْهُ أَسمى ... بَين بيضٍ خَفرات

بِلحاَظٍ ساحِراتٍ ... وَجُفُونٍ فاتراتِ

وَبِجِيدِ الظَّبْيَة ارتا ... عتْ فَظَلَّتْ في التفاتِ

وَبِعَيْني مغزل تر ... عى غزالاً في فلاة

تَتَمَشَّى بين أترَا ... بٍ لهَا حورٍ لات

<<  <  ج: ص:  >  >>