للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

معناها، وذلك لإبهام من وما. مرة يجعل الكلام فيهما على اللفظ. ومرة على المعنى، لأن المُبْهَم موقوف على بيان غيره له،

وقرأ أبو عمرو بن العلاء ويعقوب بن إسحاق تتفيَّأُ بتاءين؛ وجمهور القراء بياء وتاء، والتذكير

والتأنيث معلوم.

وقرأ عيسى بن عمر الثقفي بتاءين مثل أبي عمرو. إلاأنه قرأ ظُلاَلَهُ بضم الظاء وفتح اللام الأولى،

جعله جمع ظُلَّة كقراءة حمزة والكسائي في سورة يس (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ) فالظِّلال جمع ظِلّ أو ظِلَّة. والظُّلَلُ جمع

ظُلَّة مثل ظُلْمَة وظُلَم. والظُّلَّة والسِّتْرةُ من النظائر. فأما قوله تعالى (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ). فسمي ما تحتهم ظُلَلا لأنها

تُظِلُّ مَنْ تحتهم. قال أبو العباس: (والفرق بين الظِّلَّ والفيْء، أن الفَيْء ما نُسِخَ بالشمس، لأنه هو

الراجع، والظلُّ مالا شمس فيه. فكلُّ فَيْءٍ ظِلٌّ، وليس كل ظِلٍّ فيئاً). ولذلك يقال: أهل الجنة في ظِلٍّ

لا في فَيْء، لأنها

<<  <  ج: ص:  >  >>