للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تناظر فيها أبو العباس أحمد بن يحيى ومحمد بن يزيد في الاعتلال لها، والاحتجاج لإلزامها، النَّصَفُ من الإعراب.

وحكى عن البصريين، ومن يقول بالاشتقاق. الجَمَّاء، مشتقة من قولهم بئر جَمَّة أي كثيرة الماء.

والغَفِير؛ مأخوذ من الغَفْرِ، وهو السَّتْر، ومنه سمى المِغْفَر، لأنه يُغَطي الرأس ويسْتُره. والمعنى أنهم

لكثرتهم يغطون وجه الأرض وحكى غير أبي عمر أن المعنى: جاءوا جميعا. والجَمَّاءُ الغَفير؛ بيضة

الحديد التي تجمع الشعر. والمعنى أنهم جاءوا مجتمعين، كاجتماع البيضة، وما تحتها من جَمَّة الشعر،

وهو اجتماعه. والغفير من قولهم: غَفَرْتُ المتاع، إذا غطيته وسترته. وانتصابه على الحال قال أبو

حاتم: تقول العرب: هم فيها الجَمَّا الغَفير بالنصب على توهم جَمّاً غفيرا. لأن الحال لا يكون معرفة.

قال: وهذا مثل قوله:

لا هَيْثَمَ الليلةَ للمطي

وهيثم معروف بعينه. وإنما تنصب في النفي النكرات، وترفع المعارف. ومثل قوله: لا هيثم الليلة

للمطي: قول معاوية: كان إذا أتته معضلة شديدة يقول: (مُعْضِلَةٌ ولا أبا حسن لها).

وحكى سلمة، عن الفراء أنه قال: هذه معرفة وضعت في موضع

<<  <  ج: ص:  >  >>