للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورفع إليه بعض خدامه بشعر يعتذر إليه، فَوَقَّعَ على ظهر كتابه:

قَرَأْنا ما كتبتَ به الينا ... وعُذْرُكَ واضحٌ فيما لَدَيْنَا

وَمَن يكن القريضُ له شفيعاً ... فَتَرَك عِتَابِه فَرْضٌ عَلَيْنَا

وكتب إليه القاضي أبو القاسم بن مقدام شاكيا ضيق حاله، بأبيات أولها:

أََهَلْ تَرْضَى لعبدك أن يُذَالاَ ... وَأن يَبْقَى على الدنيا عِيالاَ

فبعث إليه بصلة، وكسوة، ووقع له على ظهر رقعته، بهذه الأبيات:

مَعَاذَ اللَّهِ أن تبقى عِيالا ... وأن ترضَى لِمِثْلِكَ أن يُذَالاَ

وَكَيفَ وَأَنْتَ مُنْقَطِعٌ إلينا ... وقد عَلِقَتْ يَدَاكَ بنا حِبَالاَ

ودونك من نوافِلناَ يسيرٌ ... ولَكِنَّا انْتَقَينَاهُ حَلاَلاَ

وأشباه هذا من أفعاله كثيرة؛ لكنه تحمل في قيامه بالأمر إثما عظيماً؛ وتقلد من دماء المسلمين عبئا

جسيما. فكم هتك من أستار، وحزب من أمصار، وكانت أيامه، أيام استطال على الرعيّة، وخلافته

خلافة غير مرضية، ولم تزل كذلك حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>