للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وتُرجُمانها، وشِهابُها المستنار، وحسامها الماضي الغرار، يحسم عِللها، ويَرُمُّ

خَلَلها، ويُزَيِّنُ مراتِبها، ويُجَلِّي ترائبها، ويكسوها من جميل تدبيره بهجةً وبهاءً، ويُطلع بِرِقَّةِ سياسته

في آفاقها نوراً وضياءً، ولذلك قال أبو تمام في محمد بن عبد الملك الزيات:

أَلْقَى إليكَ عُرَى الأمر الإمام فقَد ... شُدَّ العِناجُ من السلطان والكَرَبُ

يعشى إليكَ وضوء الراي قائده ... خليفَةٌ إنَّما آراؤُه شُهُبٌ

إن تَمْتَنِعْ منهُ في الأوقات رُؤيتُهُ ... فكلُّ ليثٍ هَصورٍ غيلُهُ أشِبُ

أو تُلْقَ من دونه حُجْبٌ مُكَرَّمَةٌ ... يوماً فقد ألقيتْ من دونكَ الحُجُبُ

والصُّبْح تَخْلُفُ نورَ الشمس غُرَّتُه ... وقرنها من وراء الأفْقِ محتَجِبُ

وهذه الأبيات في قصيدة له.

وقوله: يعشى إليكَ؛ أي يلتمس نور الصَّوابِ فيما تأمُرُه به، وتشير عليه. قال أبو زيد يقال: عَشي

الرجُلُ عشىً شديدا، ورجلُ أعْشى وهو الذي لا يُبْصر بالليل.

وقرأ ابن عباس (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ) بفتح الشين وهو من عشِيَ يَعْشى، وقرأت الجماعة بضم الشين من عشا يَعْشو،

ومعناه يعرضُ، قاله قتادة. وقال غيره: تُظْلِمُ عَيْنُه.

<<  <  ج: ص:  >  >>