٥ - بَابُ الفَاعِلِ وَالمَفْعُولِ بهِ
قَالَ المُصَنِّفُ: «الفَاعِلُ رَفْعٌ أَبَدًا - تَقَدَّمَ أَوْ تَأَخَّرَ -، وَالمَفْعُولُ بِهِ نَصْبٌ أَبَدًا - تَقَدَّمَ أَوْ تَأَخَّرَ -؛ تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: (ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا)؛ رَفَعْتَ زَيْدًا لِأَنَّهُ فَاعِلٌ، وَنَصَبْتَ عَمْرًا لِأنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ، وَمِثْلُهُ: (أَكْرَمَ أَخُوكَ أَبَاكَ) وَ (رَكِبَ زَيْدٌ فَرَسَكَ) وَ (دَخَلَ عَمْرٌو دَارَكَ)، وَقِسْ عَلَيْهِ».
(الشَّرْحُ): هَذَا بَابُ الجُمْلَةِ الفِعْلِيَّةِ؛ فَكُلُّ جُمْلَةٍ تَتَكَوَّنُ مِنْ فِعْلٍ وَفَاعِلٍ تُسَمَّى: جُمْلَةً فِعْلِيَّةً.
وَقَدْ عَلِمْتَ - فِيمَا سَبَقَ - أَنَّ الفِعْلَ مُتَعَلِّقٌ بِأَحَدِ الأَزْمَنَةِ الثَّلَاثَةِ: المَاضِي وَالحَاضِرِ وَالمُسْتَقْبَلِ؛ فَالفِعْلُ هُوَ إِخْبَارٌ عَنْ حَدَثٍ حَصَلَ أَوْ يَحْصُلُ أَوْ سَيَحْصُلُ.
وَلَا تَتَحَقَّقُ الفَائِدَةُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ مَنْ هُوَ الَّذِي أَحْدَثَ هَذَا الحَدَثَ؛ فَلِكُلِّ فِعْلٍ فَاعِلٌ، وَهَذَا الحَدَثُ وَالفِعْلُ يَكُونُ مِنَ الفَاعِلِ عَلَى مَفْعُولٍ وَقَعَ عَلَيْهِ هَذَا الحَدَثُ.
فَالفَاعِلُ: هُوَ كُلُّ اسْمٍ وَقَعَ الفِعْلُ مِنْهُ، وَالمَفْعُولُ بِهِ: هُوَ كُلُّ اسْمٍ وَقَعَ عَلَيْهِ هَذَا الفِعْلُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute