٢٤ - بابُ التَّفْسِيرِ
قَالَ المُصَنِّفُ: «اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ ذَكَرْتَهُ مِمَّا يَحْتَمِلُ أَنْوَاعًا ثُمَّ فَسَّرْتَهُ بِنَوْعٍ نَكِرَةٍ: كَانَ التَّفْسِيرُ نَصْبًا؛ تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: (عِنْدِي خَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا)؛ نَصَبْتَ (الدِّرْهَمَ) عَلَى التَّفْسِيرِ - وَيُقَالُ: عَلَى التَّمْيِيزِ -.
وَمِثْلُهُ: (عِنْدِي عِشْرُونَ عَبْدًا)، وَ (هَذِهِ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ زَيْتًا)، وَ (فُلَانٌ أَكْثَرُ النَّاسِ مَالًا وَأَحْسَنُهُمْ وَجْهًا)».
(الشَّرْحُ): هَذَا بَابُ التَّفْسِيرِ، وَيُسَمَّى بِالتَّمْيِيزِ - أَيْضًا -.
وَهُوَ: الاسْمُ النَّكِرَةُ المَنْصُوبُ الَّذِي يُذْكَرُ لِتَمْيِيزِ نَوْعِ اسْمٍ قَبْلَهُ يَصْلُحُ لِأَنْوَاعٍ كَثِيرَةٍ مِنَ الأَشْيَاءِ.
فَإِذَا قُلْتَ: (اشْتَرَيْتُ عِشْرِينَ تُفَّاحَةً)؛ فَكَلِمَةُ (تُفَّاحَةً) مَنْصُوبَةٌ عَلَى التَّمْيِيزِ؛ لأَنَّهَا جَاءَتْ مُفَسِّرَةً لِنَوْعِ الاسْمِ الَّذِي قَبْلَهُ - وَهُوَ (عِشْرِينَ) -؛ بِمَعْنَى أَنَّكَ إِذَا قُلْتَ: (اشْتَرَيْتُ عِشْرِينَ) وَتَوَقَّفْتَ عَنِ الكَلَامِ؛ فَإِنَّ السَّامِعَ لَنْ يُمَيِّزَ مَا هِيَ العِشْرُونَ الَّتِي اشْتَرَيْتُهَا؛ فَقَدْ تَكُونُ عِشْرِينَ بُرْتُقَالَةً أَوْ مَوْزَةً أَوْ كُرْسِيًّا؛ لأَنَّ كَلِمَةَ (عِشْرِينَ) تَصْلُحُ لِأَنْوَاعٍ كَثِيرَةٍ مِنَ الأَشْيَاءِ؛ فَلَمَّا قُلْتَ: (اشْتَرَيْتُ عِشْرِينَ تُفَّاحَةً) مَيَّزْتَ نَوْعَ العِشْرِينَ المَذْكُورَةِ فِي الجُمْلَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute