للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

تحت لواء بن جلول وفرحات عباس. ثم أن ميرانتي (Mirante) انتظر عودتهم وأعد لهم مؤامرة محبوكة بإتقان. نتذكر وقائع قتل كحول. لقد أحدثت الواقعة هلعا في صفوف أبطال الفديرالية. ونتذكر العودة المفاجئة لبن جلول إلى فرنسا أين التقى في ميناء مرسيليا بمراسل صحيفة (Marseille - Matin) (١) (صباح مرسيليا)، ونستحضر الكلام الغريب والإجرامي للبرجوازي الصغير القادم من قسنطينة الذي بلغ مصف البطل الوطني الأول بإرادة الإدارة الاستعمارية وغباوة الأهالي.

- (لولا فرنسا، لكنت مجرد سماش) (٢) هكذا استهل البطل الوطني كلامه.

ربما لا يكفي هذا الإطراء الموجه للاستعمار النابع من مصدر واحد على غرار (فرنسا هي أنا) لتهدئة عطايا بيجو (Bugeaud) . يجب تقديم شيء عملي للاستعمار. فأضاف بن جلول:

- (ليس لي أي شيء مشترك أتقاسمه مع أناس أيديهم ملطخة بالدماء.)


(١) عدد ١٢ أوت ١٩٣٦ كما وجدتها في (مذكرات مصالي الحاج). وعلى غرار مالك بن نبي، فقد وجه المرحوم مصالي انتقادا لاذعا لابن جلول على كلامه الشنيع الذي كما قال: (يصعب التصور بأنه يخرج من فم عربي). (المترجم). انظر:
Les mémoires de Messali Hadj ١٨٩٨ - ١٩٣٨; pp; ٢٣١ - ٢٣٢ Editions ANEP Alger, ٢٠٠٥.
(٢) أي (أجلس أتدفأ من أشعة الشمس) والمقصود بهذه العبارة الجزائرية، (العاطل عن العمل وبدون قيمة). والكلمة المقابلة المستعملة في الجزائر اليوم هي (الحيطيست) (كلمة مركبة من (حيط) في اللهجة الجزائرية - ومعناها الحائط - و (hitiste) الفرنسية، في خضم الفوضى اللغوية السائدة في البلاد) والمقصود الذين يتكئون من العاطلين على الحائط طوال النهار لـ (قتل) الوقت. (المترجم).