لم أكن أدري ماذا سيعني هذا الاسم الذي نطق به للتو صديقي محمد بن ساعي من غير اكتراث، طوال حياتي وكيف سيؤثر في مصيري ومصير عائلتي. غير أن صديقى الذي بصق مرة أو مرتين على جانبي الرصيف، كإثارة منه عن وقفة يكف أثناءها عن الحديث، أضاف: - أجل إن بومنجل هو الذي أخبرني بالأمر. وقد أكد لي أن (أحدهم)، لم يعد يدري من هو، هو الذي أخبره بذلك.
ماسينيون، بومنجل وغيرهما ... لقد احتجت إلى سنين من التجربة المريرة لاستخلص معنى هذه العلاقة وإدراك مغزى هذا ال (أحدهم) الذي استعمل كمجرد ستار يحجب الصلة الفعلية بين المستعمر والقابل للاستعمار، بين المخبر الذي يتقمص هيئة (العالم) و (الوطني) الذي سيرفع ذكره ويعلى شأنه فيما بعد إلى منزلة (البطل) الجزائري.
غير أني كنت وقتها أبعد من أن يعتريني شك في كل هذا الأمر. فنحن في سنة ١٩٣٢ وكان وسط الطلبة الأفارقة في باريس يموج وقتها في الحركة ويفور.
وسنوات قليلة قبلها، كان أحد الأهالي من سكان المستعمرات (الاندجين) الذين أصبغت عليهم هالة المثقف أو أحد المثقفين الذين أصبحوا من الاندجين (indigénisés) ، ويدعى شريف مشيري