قد دشن مسلسل الخيانة الفكرية. فقد بين السبيل للظفر بمنصب سو بريفي (نائب وال) ومواصلة نفس الطريق في تأن وهدوء وفي مذلة تامة كلما التمس مزية أو حظوة لصالح أحد الأبناء المنتشرين بكثرة كالبراغيث في منطقة تبسة. وحصل هذا بعد أن طعن المرحوم الفاضل الأمير خالد من الخلف في وقت كان الأمير يواجه فيه هجوما من جريدة (Le Républicain) (الجمهوري) لصاحبها السيد مورينو (Morinaud) النائب عن مدينة قسنطينة ورئيس بلديتها.
ومهما يكن من أمر فقد فتحت الطريق، وأصبح عدد من الطلبة يسلكونها سيرا على الخطى المجيدة للشريف مشيري.
ولكل طريقة للفوز بمنصب نائب الوالي. فبعضهم تنصر كما كان حال إيبعزيزن الذي أنهى دراسته في القانون بمشقة كبرى. والبعض الآخر تفرنس، كما كان شأن حسين لحمق الذي أكمل دراسته هو الآخر ونشر بعدها كتابه المعروف (Lettres algériennes) (رسائل جزائرية) وهو كتاب تولى الآباء البيض أنفسهم الترويج له وبيعه لزوار (معرض الاستعمار)، فقد كان عملا خسيسا موجها ضد الإسلام، كما استخلصتم دون شك.
وهناك المرحوم الدكتور موفق - رحمه الله - الذي كلف بمهمة الاستفزاز، فتجده يلجأ هنا إلى المزايدة الوطنية وتراه في موقع آخر يعمد إلى العرقلة الإدارية. ويذكر أخيرا نارون المكلف بمهمة تشتيت صفوف الطلبة وتقسيم الفريق الجزائري سعيا لتولي زعامته.