وافتني حماتي بتكاليف السفر. وقام عزوز خالدي، الذي سافر معنا لاستئناف دراسته في الطب، بإضافة باقي المبلغ لأننا انتظرنا مطولا بعنابة الباخرة التي تقلنا إلى مرسيليا.
وصلنا فرنسا التي كانت تعيش في أجواء ما سمي (الحرب الطريفة) (Drôle de guerre) . وكان علي أن أضمن بسرعة لقمة عيشي. اعتقدت أن الكثير من التقنيين سيجندون مما يسمح لي بتجريب حظي.
أخبرني أحد معارفي بأن شركة سينمائية تبحث عن (مهندس صوت مبتدئ). توجهت لهذا الغرض إلى وكالة هافاس. وبما أني كنت مجربا فقد اتخذت بعض الاحتياطيات، فلم أشر إلى اسمي إلا بالرمز (م). فيمكن بالتالي أن يكون الاسم لكورسيكي أو إيطالي. لم أخطئ حتى وإن فشلت المحاولة. فقد ردت علي الشركة وهي ستيديوهات (فوكس أوروبا). وطلب مني أن أتقدم في أقرب وقت ممكن إلى المديرية.
وصلت باريس أياما بعدها واتصلت بمديرية (فوكس أوروبا). استقبلت بأدب جم. ثم طلب مني المدير بعض التوضيحات حول حياتي ومساري الدراسي. ودعاني إلى تحرير نبذة عنهما في الحين على استمارة معدة سلفا.