كان علي أن أشير إلى أن اسمي مالك وأني ولدت بقسنطينة. لم يبق ثمة شك ممكن: أنا من (الاندجين).
ومن حسن حظ المدير أني سجلت نفسي بصفتي رجلا متزوجا. وكانت هذه المعلومة بمثابة قارب نجاة تعلق بها بكل قوة. فقال لي:
- أأنت متزوج؟
أدركت الأمر وأجبته بهدوء: - للأسف، نعم، السيد المدير!
- الأمر مزعج كثيرا لأننا نبحث عن أعزب حتى نقضي له أجرة (المبتدئ).
- فليكن السيد المدير، يجب أن أقول لك أن الأجرة لا تهمني مطلقا ولكن المهنة هي المهم لأني لا أريد أن أضيع تكويني كمهندس.
غير أن محدثي بقي متعلقا بقارب النجاة وخاطبني بأدب:
- أنت تعي أنه لا يمكن أن نسدد أجرة رجل متزوج وكأنه مبتدئ. عزمت على الإلحاح غير أني رأيت في ملامح المدير إحراجا واضحا إلى حد قلت في نفسى: ربما وصلته تعليمات بشأني بعد جوابه الإيجابي على رسالتي.
فقررت أن لا أكون أكثر قسوة على مدير (فوكس أوروبا) ففارقته بأدب وكان سعيدا ورافقني حتى باب الخروج.
بقيت عاطلا دون عمل وبدأت تكاليف المعيشة ترتفع. كان مصنع (غرو دي مونج) في بلدة درو يبحث عن كهربائيين. فتقدمت له أيضا. استقبلت بأدب وتم تسجيل اسمي وعنواني.