للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

ولم أنل شيئا. حاولت كذلك في جميع الاتجاهات ولم أحصد إلا الفشل والخيبة.

تحفزت لإعلان آخر فقمت بمسعى كاد أن يكلل بالنجاح بسبب تقاعس ماسينيون ربما. كانت شركة (العتاد الهاتفي) تطلب تقنيين وكانت واحدة من أكبر المؤسسات الصناعية في منطقة باريس. وردا على رسالتي طلب مني التقدم إلى مديرية المستخدمين التقنيين. فاتصلت ذات صباح بالمؤسسة التي تقع خارج باريس. كانت الحراسة العسكرية منتشرة مما يوحي بأن مؤسسة (العتاد الهاتفي) تعمل في التسليح. ومن حسن الحظ، الذي كاذن سيفيد أي إنسان غيري، فقد كان المدير نفسه طالبا سابقا في المدرسة التي تكونت بها، أي كان زميلا لي، إن جاز القول. فبعد أن عرف صفتي كطالب سابق للمدرسة الخاصة للميكانيكا والكهرباء، اتخذ الحديث بيننا صبغة الكلام بين زميلين. في الأخير قال لي المدير:

- بما أنك انتميت إلى المدرسة الخاصة للميكانيكا والكهرباء، فإن تكوينك جيد في الرياضيات فهل تقبل بمنصب مراقب التصنيع؟

تتصورون كيف أقبل هذا الاقتراح، الأول الذي يقدم لي منذ نهاية دراستى. بيد أني قلت له حفاظا على الأصول:

- السيد المدير، إذا قدرتم ورأيتم أني أهل لهذا المنصب الذي أجهل صعوباته، فإني من جهتي أؤكد لكم فقط كل إرادتي الحسنة.