للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

وبما أن التوقيت شارف على منتصف النهار، فقد طلب مني المدير أن أعود بعد الظهيرة لأتصل بالمصلحة التي عينها لي، وأخبرني بأنه سيعطي التعليمات الضرورية في هذا الشأن. وأدع القارئ يتخيل هنا الحالة النفسية التي كنت فيها إثر هذا اللقاء. عدت حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال. كانت قاعة الانتظار واسعة ومضيئة جيدا بفضل نوافذ كبيرة كانت تطل على حقل ظريف. طاف بي الخيال في هذا المشهد الرائع وسرح، وفكرت في ألف مشروع صغير فيما يخص حياتي العائلية في انتظار أن تضع الحرب، التي طالت في رأي، أوزارها. غير أن الساعة قاربت الخامسة دون أن يعود الحاجب الذي سلمت له بطاقتي. بدأ صبري ينفد.

لسوء الحظ لم يتم تقديمي لمصلحتي بل ليخبرني المدير بفظاظة أن شركة (العتاد الهاتفي) لا توظف حاليا مستخدمين تقنيين ولكنها تستعمل عمالا بسطاء. ثم واصل: - إذا أردت الاشتغال على آلة ...

غير أني قاطعته وتناولت أوراقي من يديه. فهمت المسألة: لقد مر ماسينيون من هنا أيضا بين منتصف النهار والساعة الثالثة بعد الزوال.

...

ببلوات (فرنسا) في ١٣ ماي ١٩٥١ الساعة الخامسة و ١٧ دقيقة. وتمت الترجمة بالجزائر في ٢٨ رمضان المبارك ١٤١٧ الموافق ل ٢١ أكتوبر ٢٠٠٦.