لألتمس منصب وكيل بسيدي بلعباس. مرت الأيام ولم يصلني شيء. دخلنا سنة ١٩٣٧، كان ذلك في نهاية جانفي أو بداية فيفري، عندما لمحت شرطيا يجتاز ذات صباح عتبة منزلنا بدرو. كان يحمل تحت إبطه ملفا. سأل زوجتي التي كانت في الجنينة: -هل المدعو بن نبي يقطن هنا؟
وإني أؤكد هنا على عبارة (المدعو) (Le nommé) التي استعملها الشرطي، أؤكد عليها ليس لأنها بدت لي مبتذلة ومزدرية ولكن لأقول للقارئ أن هذه العبارة قد أوحيت له، كما سأدرك ذلك في ظروف مشابهة، خمس عشرة سنة بعد الحادثة. كان هذا جزءا من ترسانة مخبر السموم السيكولوجية، حيث يتربع فيها ماسينيون على أعلى المراكز دون شك.
مهما يكن من أمر فإن نبرتي غيرت سلوك الشرطى الذي دعوته للجلوس.
- سيدي، هذا ملف وصلنا من الجزائر العاصمة وكلفت بتبليغكم محتواه.
ثم قام الشرطي الذي أصبح ودودا بفتح الملف قائلا:
- لقد تقدمتم بطلب منصب وكيل قضائي، أليس كذلك؟
أمتنعت عن إجابته فواصل:
- رسالتان وبرقية، هلا تفضلتم بالإطلاع على فحواها.
أخذت منه الوثائق, كانت البرقية من النائب العام الذي يرجو من وكيل الجمهورية بسيدي بلعباس بإجراء تحقيق حول شخصي وإبداء الرأي.