للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعطف " ولا الحديد " على توهّم حذف الباء من " الجبال "، أي: فلسنا

جبالاً ولا حديداً.

هذا كلّه على من يمنعُ الإتباعَ بعد القطع، وهو الكثير.

وأما من جوّزه فلا إشكال في ذلك.

وأما قراءة الرفع فذكرها أبو البقاء في " إعرابه " ولم يُسْنِدْها، وفي

وجه هذه القراءة تفصيل أيضاً: وهو أن يقال: لا يخلو الذي يقرأ بالرفع أن

يرفعَ (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وقد قرىء بذلك، أو يجرّهما، فإن كان قرأ

برفعهما فلا إشكال، لأنّه رفع الجميع على القطع، أي: هو ربُّ العالمين

الرحمنُ الرحيمُ.

وإن كان قرأ بجرّهما ففيه إشكال من جهة الإتباع بعد القطع، ووجه ذلك أن يكون (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) بدلاً كما تقدّم.

تتميم:

" الربّ " مصدر في الأصل، من قولك: رَبَّ يرُبُّ ربّاً: إذا أصلح، ثم

وصف به كعَدل ورِضاً، فوزنه على هذا " فَعْل "، وقيل: هو اسم فاعل وأصله راب، وحذفت ألفه كما قالوا: رجل بارّ وبَرّ، فوزنه على هذا " فاعل ".

<<  <   >  >>