قوله تعالى:(مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ) ؟ إن جعلت (ما)
نافية، فقد تقدم الجواب في فاطر. وإن جعلتها مصدرية
أو موصولة، فالمراد كإنذار آبائهم، فإن إنذار إسماعيل لم
يزل فيهم إلى زمن عمرو بن لحى.
، ٣٥ - مسألة:
قوله تعالى:(وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى) وفى القصص: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى) تقدم في القصص جوابه.
ونزيد ههنا أن الرجل جاء ناصحا لهم في مخالفة دينهم فمجيئه من البعد أنسب لدفع التهمة والتواطى عنه، فقدم ذكر البعد لذلك. وفى القصص: لم يكن نصحه لترك أمر يشق تركه كالدين بل لمجرد نصيحة، فجاء على الأصل في تقديم الفاعل على المفعول الفضلة.