وابن حجر العسقلاني في (فتح الباري ١٢/ ٣٧٨) أشار إلى حجج قوية بأن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام. قال القرافي في (الذخيرة ٤/ ١٦٠): (قال مالك: الذبيح (إسحاق)، وقال ابن حبيب وأهل العراق وأكثر العلماء (إسماعيل). وقال الطحاوي في (حاشيته على مراقي الفلاح، ص ٣٥٤): (والمختار أن الذبيح إسماعيل-عليه السلام-وفي القاموس إنه الأصح). وقال ابن كثير في (تفسيره ٢/ ٤٥٣): بعد أن ساق أدلته بأن الذبيح إسماعيل عليه السلام قال: فتعين أن يكون هو إسماعيل، وهذا من أحسن الاستدلال وأصحه وأبينه ولله الحمد والمنة. هذا ما أردت جمعه في عجالة واقتضاب لكي يتضح شيئٌ من الصواب في تعيين من هو الذبيح. والذي أميل إليه أن الذبيح هو إسماعيل-عليه السلام- لقوة الأدلة والله تعالى أعلى وأعلم. (٧) عكرمة مولى ابن عباس, أحد أعلام التابعين، والمفسرين المكثرين، وقد روى عن خلق كثير من الصحابة, توفي سنة ١٠٥ هـ. الربعي، محمد بن عبد الله بن أحمد بن سليمان بن زبر ت: ٣٩٧ هـ، تاريخ مولد العلماء ووفياتهم، ت: د. عبد الله أحمد سليمان الحمد (الرياض: دار العاصمة، ١٤١٠ هـ)، ١/ ٢٥٣. ابن كثير, البداية والنهاية، مرجع سابق، ٩/ ٢٤٤ - ٢٤٦. (٨) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٦. فائدة: الصفات التي تختم بها الآيات لها مدلولات ترتبط بالسياق والسباق. قال ابن عاشور، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر التونسي، (ت: ١٣٩٣ هـ)، ": وجملة {إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (تذييل بتمجيد هذه النعم، وإنها كائنة على وفق علمه وحكمته، فعلمه هو علمه بالنفوس الصالحة لهذه الفصائل لأنه خلقها لقبول ذلك، فعلمه بها سابق، وحكمته وضع النعم في مواضعها المناسبة. التحرير والتنوير، ط ١، (تونس: الدار التونسية للنشر، ١٩٨٤ هـ)، ١٢/ ٢١٧.