للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يستغشُّوك, {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ} أي: ما هذا الذي أرسلك به ربك يا محمد من النبوة والرسالة إلا عظة, وتذكير للعالمين, ليتعظوا ويتذكَّروا به (١).

وقوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: وكم من آية في السموات والأرض لله وعبرةٍ وحجةٍ, كالشمس والقمر والنجوم ونحو ذلك كالجبال والبحار والنبات والشجر, {يَمُرُّونَ عليها} أي: يعاينونها فيمرُّون بها معرضين عنها، لا يعتبرون بها، ولا يفكرون فيها وفيما دلت عليه من توحيد ربِّها, وإن كانت السماء والأرض آيتين عظيمتين (٢) وقوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} أي: وما يُقِرُّ أكثر هؤلاء -الذين وصَفَ صفتهم- بالله أنه خالقه ورازقه وخالق كل شيء، {إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} في عبادته الأوثان والأصنام, واتخاذهم من دونه أربابًا, وزعمهم أنَّ له ولدًا (٣)، تعالى عن ذلك علوا كبيرا, قال ابن عباس: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} يعني: النصارى يقول: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (٤) , ولئن سألتهم من يرزقكم من السماء والأرض ليقولن: الله, وهم مع ذلك مشركون به ويعبدون غيره، ويسجدون للأنداد من دونه (٥).


(١) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٣٧١.
(٢) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٢٨٥.ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢٢٠٧.
(٣) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٢٨٦.
(٤) سورة لقمان، الآية: ٢٥.في (د) "سقط".
(٥) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٢٨٩.

<<  <   >  >>