للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والياء ساكنة (١)،

فالتشديد: على أنه فعل ماض من نجى ينجي لم يسم فاعله و {مَنْ} اسم ما لم يسم فاعله, والتخفيف: على أنه فعل مستقبل من نجا ينجوا (٢) أخبر الله تعالى عن نفسه, و {مَنْ} في موضع نصب, وكتبت بنون واحدة لخفائها في اللفظ.

القولُ في المعنى والتفسيرِ:

المعنى والله أعلم: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} لا ملائكة ولا أغواناً ولا نساء, فدعوا من أرسلناهم إليه فكذبوهم, وردوا ما أتوهم به من عند الله, {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ (٣) الرُّسُلُ} الذين أرسلناهم إليهم منهم أن يؤمنوا بالله، ويصدِّقوهم فيما أتوهم به من عند الله، وظن الذين أرسلناهم إليهم من الأمم المكذِّبة: أن الرسل الذين أرسلناهم قد كذبوهم فيما كانوا أخبروهم عن الله، من وَعده إياهم نصرَهم عليهم, {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} قال ذلك ابن عباس (٤)


(١) ابن جني, المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها, مرجع سابق، ١/ ٣٥٠. ابن زنجلة, مرجع سابق,١/ ٣٦٨، ٣٦٧، ٣٦٦. الداني, الأحرف السبعة للقرآن, ت: عبد المهيمن طحان، ط ١, (مكة المكرمة: مكتبة المنارة، ١٤٠٨ هـ)، مرجع سابق، ١/ ١٣٠، ٥٠ .. الداني, جامع البيان في القراءات السبع، مرجع سابق, ١/ ١٢٢.
(٢) كذا في الأصل"ينجوا"بزيادة ألف بعد الواو بخلاف الرسم الإملائي الحديث. ونجا فلان ينجو إذا أحدث ذنبا أو غير ذلك. ونجاه نجوا ونجوى: ساره. والنجوى والنجي: السر. والنجو: السر بين اثنين، يقال: نجوته نجوا أي ساررته، وكذلك ناجيته، والاسم النجوى، ابن منظور، مرجع سابق،١٥/ ٣٠٨. (فصل النون).
(٣) أَيسَ يَأيَسُ، وآيَسْتُه، أَي: أيأَسْتُه، وَهُوَ اليَاس والإياس، وَكَانَ فِي الأَصْل الإييَاس بِوَزْن الإيعَاس. وَيُقَال: استيْأَس بِمَعْنى يَئِس، وَالْقُرْآن نَزل بلُغة من قَرَأَ يَئس. وَقد رَوَى بعضُهم عَن ابْن كَثير أنّه قَرَأَ: {وَلَا تايَسُوا}، بِلَا همز، الأزهري، تهذيب، اللغة، مرجع سابق، ١٣/ ٩٧. يَئِس منه، أي قَنَطَ. الخطاب، جمهرة أشعار العرب، مرجع سابق، ٤/ ٢١٦. أَيِسْتُ مِنْهُ آيَسُ يَاساً لُغَةٌ فِي يَئِسْتُ مِنْهُ أَيْأَسُ يَاساً، وَمَصْدَرُهُمَا وَاحِدٌ، ابن منظور، مرجع سابق، ٦/ ١٩.
(٤) مجاهد، مرجع سابق، ص ٤٠٢. الثوري، مرجع سابق، ١/ ١٤٨.سعيد بن منصور، مرجع سابق، ٥/ ٤١٢. فائدة: بيان سنة الله في النصر على رسله وعباده المؤمنين زيادة من الإعداد والتمحيص، ثم يأتي نصر الله فيعز أولياءه ويذل أعداءه. يصح تسمية المشرك بالمجرم لأن الشرك جريمة لا تغتفر إلا من تاب منها قبل الموت، عندما ينزل عذاب الله الموعود فلا مرد له، وينجي الله من عذابه من يشاء فالعاقل يسارع إلى الإيمان لينجو من عذاب الله المحتوم قبل فوات الأوان التنديد بالإجرام، وهو الإفساد للعقائد والأخلاق والشرائع والأحكام. نصر والهلالي، مرجع سابق، ١/ ٩١١ ..

<<  <   >  >>