للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتب الله عز وجل التي أنزلها قبله على أنبيائه, كالتوراة والإنجيل والزبور, يصدِّق ذلك كله. ويشهد عليه أنّ جميعه من عند الله (١).

وقولُهُ: {وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ} أي: تفصيل كلما بالعباد إليه حاجة من بيان أمر الله ونهيه، وحلاله وحرامه، وطاعته ومعصيته {وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} أي: هو بيان أمره, ورشاد من جهل سبيل الحق فعمي عنه، إذا اتبعه اهتدى به من ضلالته {وَرَحْمَةً} لمن آمن به وعمل بما فيه, ينقذه من سخط الله وأليم عقابه, ويورِّثه في الآخرة جناته، والخلودَ في النعيم المقيم {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} أي: يصدِّقون بالقرآن فيعملون بما فيه من أمره وينتهون عما فيه من نهي (٢) وقد تضمنت الآيتان: البيان عما يوجبه بلوغ الحد في الناس من فلاح أحد من القوم من أخذهم بعذاب الاستئصال في الدنيا مع نجاة من آمن بإيمانه وفوزه بطاعته, والبيان عما يوجبه الاعتبار بأخبار الماضين من الهداية إلى الحق, وسلوك طريق الرشد الذي يؤدي صاحبه إلى أجل حال في أخلص إنعام.

القولُ في الوقفِ والتمامِ:

{فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} صالح (٣)، {عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} حسن (٤)، وآخر السورة تمام (٥).


(١) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٣١٤. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢٢١٣.
(٢) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٤٠٤. فائدة: إن القرآن مفصل لكل شيء من التحليل والتحريم، والأمر بالطاعات والواجبات والمستحبات، والنهي عن المحرمات والمكروهات، والإخبار عن الرب-تبارك وتعالى-بالأسماء والصفات، وتنزهه عن مماثلة المخلوقات فتهدى به قلوبهم من الغي إلى الرشاد، ومن الضلال إلى السداد. نصر والهلالي، مرجع سابق، ١/ ٩٤٢.
(٣) النحاس، القطع والائتناف، مرجع سابق، ص ٣٣٧. قال: كاف الداني، المكتفى في الوقف والابتدا، مرجع سابق، ص ٣٣٢. قال: حسن، الأنصاري، المقصد لتلخيص ما في المرشد، مرجع سابق، ص ١٩٨. قال: كاف الأشموني، مرجع سابق، ص ١٩٨.
(٤) النحاس، القطع والائتناف، المرجع السابق. قال: تام الداني، المكتفى في الوقف والابتدا، المرجع السابق. قال: تام الأنصاري، المقصد لتلخيص ما في المرشد، المرجع السابق. كاف عند الأشموني، المرجع السابق.
(٥) الأنصاري، المقصد لتلخيص ما في المرشد، المرجع السابق. الأشموني، المرجع السابق.

<<  <   >  >>