ويجيز البصريون قصر الممدود للشاعر ولا يجيزون له مد المقصور، وفي هذا كلام طويل، وقد أملينا هذه المسألة بحججها وعللها في كتاب «المسائل الصغير» فكرهنا تطويل الكتاب بذكرها.
وضد الغني: الفقير، ويقال فلان غني بين الغنى، وفلان فقير بين الفقر. قالوا اشتقاق الفقير من شيئين: أحدهما من فقرته أي كسرت فقار ظهره فكأنه لما ناله من ضعف الفقر والمسكنة فقير أي مكسور الفقار لا نهوض به.
والآخر أن يكون من فقرت مشفر البعير إذا حزرته بحديدة، ثم جعلت على موضع الحز الجرير وعليه وتر ملوي لتذله بذلك وتروضه لينقاد، فكأن الفقير لسوء حاله ذليل منقاد.
وللعرب ألفاظًا تستعملها في الغنى والفقر نذكر بعضها في هذا الموضع لأنه يليق بذلك، فمما يقال في الغنى على ما قرأته على أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج. قال: قرأت على أبي محمد بن الطيان المعروف بالقرشي. وقال: قرأت على أبي يوسف يعقوب بن إسحاق السكيت قال:
تقول العرب للغني:«إنه لمكثر» و «إنه لمثر» و «قد أثرى يثري إثراء» إذا كثر ماله، وثرا بنو فلان بني فلان إذا صاروا أكثر منهم.
ويقال:«إنه لذو ثراء وثروة» يراد أنه لذو عدد وكثرة.