للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النوم سقط الهاتف من يده فقمنا بفصل الهاتف، ثم انتبه الشيخ وهو يقول: أين الهاتف؟ فنخبره بما حصل، فيصر على فتحه ويقول: الناس بحاجة لمن يفتيها وأنا أنام. رحمك الله يا شيخ أين حال كثير من طلبة العلم اليوم؟! والله المستعان.

فلو لم يجد في كفه غير روحه ... لجاد بها فليتق الله سائله

ثم يبدأ بعد التراويح درسه الذي ما شهد الحرم له مثيلا بطريقة شرحه المتميزة وأسلوبه الممتع وطرافته، الذي يحبه ويستوعبه الجميع ثم تأتي صلاة القيام، وبعد الصلاة يزدحم الناس عليه حتى تشفق عليه وهو يجيب هذا، ويسلم على ذاك، وينحني للصغير ليسلم عليه، وأذكر ذات مرة استوقفه رجل إعلامي فدار حديث بينهما، ثم جاء صبي لا يتجاوز العاشرة وتحدث معه قليلا ثم سار والناس من حوله في منظر رائع، ثم يكون مدعوا للسحور، ثم يعود للحرم وكان لا يترك الطواف يوميا في الغالب، وكان نومه قليلا حتى كان في درس الفجر يغلبه النوم فيغفو رحمه الله، وهو يواصل ويجاهد نفسه على ذلك.

وذات مرة يقول أحد طلابه: جئنا أنا والشيخ للدرس بعد الفجر وكنا متعبين فألقى الدرس وكان يغلبه النوم، وأما أنا فقد توسدت كتابي ونمت، فلما انتهى من الدرس ذهب الشيخ للسيارة، وحينها جلس ينتظرني فلم يجدني ثم رجع لمكان الدرس يبحث عني فقابلته والناس من حوله فقال لي: أين أنت منذ ساعة وأنا أبحث عنك؟ فتحرجت كثيرا فقال: النوم سلطان جائر. اهـ، انظر إليه ما عنفه أو تركه وذهب، رحمك الله شيخنا

<<  <   >  >>