للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأمر يشاهدونه ويحضهم عليه ولم يخبرهم بأمر غيبي فيتوهم متوهم، بلى بالقياس الفاسد أنه ليس هناك ما يمنع بأن الروضة بين المنبر والقبر كمعجزة يخبرهم بأنه سيدفن في بيته؛ لأن الأمر حث مباشر منه لأصحابه وليس إخبارا بأمر سيحدث كفتح بلاد كسرى وقيصر (١).

٩٧ - تستحب زيارة قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويسلم عليهم ثم ينصرف ولا يطيل القيام، ولا يرفع الصوت، ولا يكرر السلام، ولا يجوز الدعاء لنفسه أو غيره عند القبر رجاء القبول والإجابة والبركة سواء متوجها إلى القبلة أو القبر أو يدعو الرسول أو يطلب الدعاء منه أو يتمسح بالقبر، كما قال شيخ الإسلام والشيخ ابن باز رحمهما الله (٢).

ومن بدع الزيارة الجلوس حول القبر والصلاة عنده وتلاوة القرآن تبركا لعدم الدليل على ذلك، ولأن الصحابة رضوان الله عليهم لم يفعلوا شيئا من ذلك وهم أحرص الناس على العبادة في حب واتباع للنبي ـ عليه الصلاة والسلام.

وهذه الزيارة مستحبة في حق من زار مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو كان قريبا منه، أما السفر لزيارة القبر فلا يجوز له شد الرحل للقبر ولكن شد الرحل للمسجد، فإذا وصله زار القبر وهذه خاصة بالرجال. ورجح الشيخ ابن باز رحمه الله: بأنه لا


(١) بدع القبور للعصيمي ص٢٣٩.
(٢) مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية ٢/ ٤٠٨، اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٦٨١، مجموع الفتاوى ٢٧/ ٧٩.

<<  <   >  >>