للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (١) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «المقسطون على منابر من نور» (٢).

وأما الفعل الثلاثي «قسط» فمعناه: جار وظلم (٣)، واسم الفاعل منه «قاسط» (٤) ومنه قوله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} (٥).

و «اليتامى» جمع يتيم ويتيمه.

والمراد باليتامى هنا اليتامى من النساء (٦)، كما قال تعالى: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ} (٧).

أي: إن خفتم ألا تعدلوا مع التيمات إذا تزوجتموهن بعدم إعطائهن مثل غيرهن من المهور والنفقات، أو بالإمساك لهن لأجل مالهن من غير حاجه بكم لهن، ومن غير بذل حقوق الزوجية لهن (٨)، أو بإجبارهن على الزواج منكموهن كارهات ونحو ذلك (٩).

قوله تعالى: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ}.

الفاء واقعه في جواب الشرط، والجملة جواب الشرط المتقدم في قوله: {وَإِنْ


(١) سورة الحجرات، آية:٩.
(٢) أخرجه مسلم في الإماره١٨٢٧، والنسائي في أداء القضاء٥٣٧٩ من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(٣) انظر «معاني القرآن» للأخفش٢/ ٤٣١، «جامع البيان» ٧/ ٥٤١، «المفردات» مادة «قسط»، «المحرر الوجيز» ٤/ ١٣، «التفسير الكبير» ٩/ ١٣٩، «الجامع لأحكام القرآن» ٥/ ١٢.
(٤) انظر «صحيح البخاري مع الفتح» ١٣/ ٥٣٧.
(٥) سورة الجن، آية:١٥.
(٦) حمل الطبري في تفسيره٧/ ٥٤١: «اليتامى» هنا على ما يشمل ذكران اليتامى وإناثهم - والله أعلم - لشمل ذلك الأقوال التي قيلت في معنى الآية كما سيأتي ذكرها في آخر تفسير الآية.
(٧) سورة النساء، آية:١٢٧.
(٨) كما دلت عليه روايتا سبب النزول.
(٩) كما كان تفعله أهل الجاهلية، واستر عليه يعض جهله الأعراب وجفاتهم يحجر الواحد منهم ابنة عمه في حياة عمه.

<<  <   >  >>