للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأرض ومن طحاها، وهو الله سبحانه وتعالى العليم بكل شيء.

قالوا: وإنما قلنا بأن «ما» في قوله: (ما طاب) «بمعنى من».

«لقوله» بعد ذلك «من النساء» مبيناً لمبهم، والنساء من فصيله العقلاء (١).

وقال الفراء (٢): قوله (ماطاب) ولم يقل «من طاب»، وذلك لأنه ذهب إلى الفعل» وبنحو من هذا قال الطبري حيث قال (٣): معناه: انكحوا نكاحًا طيبًا .. فالمعنيُّ بقوله (ما طاب) الفعل دون أعيان النساء وأشخاصهن، فلذلك قيل «ما» ولم يقل «من». والصحيح القول الأول «ما» هنا على معناها لغير العاقل، لأنه أريد بذلك الوصف.

وليست في هذا الموضع (٤)، بمعنى «من» ولا بمعنى «الفعل».

قوله (طاب): قرأ حمزة «طاب» بالإمالة (٥).

قوله: (من النساء): «من» بيانية (٦)، فيها بيان للاسم الموصول «ما» و (من النساء) متعلق بقوله (ما طاب لكم) والتقدير: انكحوا ما يطيب لكم من النساء.

أو متعلق بقوله (فانكحوا)، أي: انكحوا من النساء ما طاب لكم.

والنساء والنسوه: جمع لا واحد له من لفظه، ولكن يقال: امرأة (٧).

والمعنى: فانكحوا ما طابت به نفوسكم ورغيتم فيه مما أحل الله لكم (٨). من


(١) انظر «معالم التنزيل» ١/ ٣٩١، «الجامع لأحكام القرآن» ٥/ ١٢.
(٢) في «معاني القرآن» ١/ ٢٥٣ - ٢٥٤.
(٣) في «تفسيره» ٧/ ٥٤٢، وانظر «مشكل إعراب القرآن» ١/ ١٨٩.
(٤) لأنها قد تأتي بمعنى «من» لكن في غير هذا الموضع.
(٥) انظر «الجامع لأحكام القرآن» ٥/ ١٥.
(٦) انظر «البحر المحيط» ٣/ ١٦٢.
(٧) انظر «اللسان» مادة «نسا» «الجامع لأحكام القرآن» ٥/ ١٥.
(٨) انظر «جامع البيان» ٧/ ٥٤٢، «معاني القرآن وإعرابه» للزجاج٢/ ٤ - ٥، «معالم التنزيل» ١/ ٣٩١، «الجامع لأحكام القرآن» ٥/ ١٥.

<<  <   >  >>