للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الحافظ ابن كثير (١): «واختلفوا في إنبات الشعر الخشن حول الفرج، وهي الشعرة، هل تدل على البلوغ أم لا؟ على ثلاثة أقوال يفرق في الثالث بين الصبيان المسلمين، فلا يدل على ذلك لاحتمال المعالجة، وبين صبيان أهل الذمة فيكون بلوغاً في حقهم، لأنه لا يتعجل بها إلا ضرب الجزية عليه فلا يعالجها، والصحيح أنها بلوغ في حق الجميع، لأن هذا أمر جبلي يستوي فيه الناس واحتمال المعالجة بعيد» ثم ذكر حديث عطية القرظي الذي تقدم. ومن علامات البلوغ عند النساء زياده ما تقدم: الحيض، والحبل (٢).

فهذه خمس علامات منها ثلاث مشتركة بين الذكور والإناث، وهي الاحتلام، والسن المخصوص، ونبات الشعر الخشن حول الفرج واثنتان مختصتان بالنساء، وهما الحيض والحبل (٣).

قوله تعالى: {فَإِنْ ءآنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أموالهُمْ} الخطاب للأوصياء والأولياء على أموال السفهاء من اليتامى وغيرهم.

الفاء رابطة لجواب الشرط «إذا» وهي حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، و «إن» شرطية و «آنستم» فعل الشرط، وجوابه «فادفعوا إليهم أموالهم».

وهذا الشرط وجوابه جواب الشرط في قوله: {إذا بَلَغُوا النِّكَاحَ}.

ومعنى (آنستم): أبصرتم ورأيتم، ومنه قوله تعالى {ءآنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً} (٤)، أي أبصر ورأى (٥).

(منهم رشداً) أي: من اليتامى. والرشد: حسن التصرف، ضد السفه، وهو في كل شيء بحسبه، فالرشد في الدين صلاح المرء في دينه بأداء ما أوجب الله واجتناب


(١) في «تفسيره» ٢/ ١٨٧.
(٢) انظر «معالم التنزيل» ١/ ٣٩٥، «الجامع لأحكام القرآن» ٥/ ٣٥،» المغني» ٦/ ٥٩٧.
(٣) انظر «التفسير الكبير» ٩/ ١٥٣.
(٤) سورة القصص، آية:٢٩.
(٥) انظر «التفسير الكبير» ٩/ ١٥٣، «الجامع لأحكام القرآن» ٥/ ٦٣، «البحر المحيط» ٣/ ١٥٢.

<<  <   >  >>