للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حالهم يقول: انظروا إلينا فإننا نسبح الله بقدر هذه الخرزات.

وأنا أستغفر الله أن أتهمهم بهذا، لكنه يخشى منه، فهذه ثلاثة أمور كلها تقتضي بأن يتجنب الإنسان التسبيح بالمسبحة، وأن يسبح الله - سبحانه وتعالى - بأنامله.

ثم إن الأولى أن يكون عقد التسبيح بالأنامل في اليد اليمنى؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعقد التسبيح بيمينه واليمنى خير من اليسرى بلا شك، ولهذا كان الأيمن مفضلًا على الأيسر، ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأكل الرجل بشماله، أو يشرب بشماله، وأمر أن يأكل الإنسان بيمينه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا غلام سم الله، وكل بيمينك وكل مما يليك». (١) وقال عليه الصلاة والسلام: «لا يأكلن أحدكم بشماله، ولا يشربن بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله». (٢) فاليد اليمنى أولى بالتسبيح من اليد اليسرى اتباعًا للسنة، وأخذًا باليمين فقد: «كان النبي عليه الصلاة والسلام يعجبه التيامن في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله». (٣)

وعلى هذا فإن التسبيح بالمسبحة لا يعد بدعة في الدين؛ لأن المراد بالبدعة المنهي عنها هي البدع في الدين، والتسبيح بالمسبحة إنما هو وسيلة لضبط العدد، وهي وسيلة مرجوحة مفضولة، والأفضل منها أن يكون عد التسبيح بالأصابع.

وسئل فضيلته أيضا - رحمه الله -: ما رأيكم في استخدام المسبحة في التسبيح؟ جزاكم الله خيرًا.

فأجاب فضيلته بقوله: استخدام المسبحة جائز، لكن الأفضل أن


(١) أخرجه البخاري (رقم: ٥٠٦١) ومسلم (رقم: ٢٠٢٢).
(٢) أخرجه مسلم (رقم: ٢٠٢٠).
(٣) أخرجه البخاري (رقم: ١٦٨) ومسلم (رقم: ٢٦٨ - ٦٧).

<<  <   >  >>