للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الخيط؟ قالت: قلت خيط أرقي لي فيه، قالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الرقى، والتمائم، والتولة شرك». إسناده حسن. والحديث عام في كل ما يعلق من التمائم.

وثانيًا: ما يفضي إلى تعلق قلب العبد بهذه التميمة وضعف توكله. والغالب ميل قلبه إليها ميلًا تامًا والعياذ بالله.

وثالثًا: أن من تعلق مثل هذه لا تسلم من الامتهان والتدنيس لكثرة تنقله بها.

وأما التعليم للجاهل والتذكير للناسي فلا بأس بذلك؛ كما لو عطس شخص فلم يحمد الله لجهله بالسنة فيعلم ويشمت.

وأما المعرض فلا يذكّر بالحمد وضابط المعرض أن يكون مثله لا يجهل فيدع الحمد، فيعزر بترك تشميته.

وقد أخرج الشيخان في صحيحيهما: (١) من طريق سليمان التيمي، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: عطس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلان، فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته، وعطست أنا فلم تشمتني، قال: «إن هذا حمد الله، وإنك لم تحمد الله» لفظ مسلم.

ومن اللطائف ما أخرجه البيهقي: (٢) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، سمعت الحسن بن محمد بن حليم، سمعت أبا العباس بن سعيد، يذكر عن مشايخه فقالوا: شُكي سوار بن عبد الله القاضي إلى أبي


(١) البخاري (رقم: ٦٢٢١ - ٦٢٢٥) ومسلم (رقم: ٢٩٩١).
(٢) البيهقي في شعب الإيمان ١١/ ٤٩٣.

<<  <   >  >>