للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثم التفت إلى المقابر فقال: «يا أهل الغربة ويا أهل التربة أما الدور فسكنت، وأما الأموال فقسمت، وأما الأزواج فنكحت، فهذا خبر ما عندنا، فهاتوا خبر ما عندكم»، ثم التفت إلينا فقال: «أما لو أذن لهم لأخبروكم أن خير الزاد التقوى) (١).

فالدنيا في الحقيقة لا تذم وإنما يتوجه الذم إلى فعل العبد فيها، وهى قنطرة أو معبر إلى الجنة أو إلى النار.

ولكن لما غلبت عليها الشهوات والحظوظ والغفلة والإعراض عن الله والدار الآخرة فصار هذا هو الغالب على أهلها وما فيها، وهو الغالب على اسمها، صار لها اسم الذم عند الإطلاق وإلا فهي مبنى الآخرة ومزرعتها، ومنها زاد الجنة، وفيها اكتسبت النفوس الإيمان ومعرفة الله ومحبته وذكره ابتغاء مرضاته، وخير عيش ناله أهل الجنة في الجنة إنما كان بما زرعوه فيها وكفى بها مدحًا وفضلًا لأولياء الله فيها من قرة العيون، وسرور القلوب وبهجة النفوس ولذة الأرواح والنعيم الذي لا يشبهه نعيم بذكره ومعرفته ومحبته وعبادته والتوكل عليه والإنابة إليه والأنس به والفرح بقربه والتذلل له ولذة مناجاته والإقبال عليه والاشتغال به عمن سواه وفيها كلامه ووحيه وهداه وروحه الذي ألقاه من أمره فأخبر به من شاء من عباده.


(١) أسانيده ضعيفة: أخرجه ابن أبي الدنيا في «ذم الدنيا» (١٠٨، ١٤٧) وفيه انقطاع بين عبد الله بن صالح وابن عفراء.
وأخرجه الدينوري في «المجالسة» (١٢١١) وفي إسناده الفضل بن موفق ضعيف، وحبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة لا يصح. قاله أبو داود.
وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (٨/ ٢٣٥) وابن عساكر (٥٨/ ٧٩) وفيه بشير بن زاذان متهم.

<<  <   >  >>