للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

من جيوشهم المخذولة كمين بعد كمين، نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام

لئام فعاملوها بغير ما يليق بها من الإجلال والإكرام، وتلقوها من بعيد ولكن بالدفع في صدورها والأعجاز. وقالوا: ما لك عندنا من عبور وإن كان لا بد فعلى سبيل المجاز. أنزلوا النصوص منزلة الخليفة العاجز في هذه الأزمان، له السكة والخطبة وما له حكم نافذ ولا سلطان، حرموا والله الوصول بخروجهم عن منهج الوحي وتضييع الأصول، وتمسكوا بأعجاز لا صدور لها فخانتهم أحرص ما كانوا عليها وتقطعت بهم أسبابهم أحوج ما كانوا إليها، حتى إذا بعثر ما في القبور، وحصل ما في الصدور، وتميز لكل قوم حاصلهم الذي حصلوه؛ وانكشفت لهم حقيقة ما اعتقدوه وقدموا على ما قدموه وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون، وسُقِطَ في أيديهم عند الحصاد لما عاينوا غلة ما بذروه.

فياشدة الحسرة عندما يعاين المبطل سعيه وكده هباء منثورًا، ويا عظم المصيبة عندما تبين بوارق آماله وأمانيه خلبًا وغرورًا.

فما ظن من انطوت سريرته على البدعة والهوى والتعصب للآراء بربه يوم تبلى السرائر، وما عذر من نبذ كتاب الله وسنة رسوله وراء ظهره في يوم لا ينفع فيه الظالمين المعاذر.

أفيظن المعرض عن كتاب الله وسنة رسوله أن ينجو غدًا بآراء الرجال، ويتخلص من مطالبة الله له بكثرة البحوث والجدال أو ضروب الأقيسة وتنوع الأشكال أو بالشطحات والمشارات وأنواع الخيال، هيهات.

والله لقد ظن أكذب الظن ومنّى نفسه أبين المحال، وإنما ضُمنت النجاة لمن حكم هدى الله على غيره، وتزود التقوى، وائتم بالدليل، وسلك الصراط

<<  <   >  >>