الواجبات، ولم يحصل له إجابة ما قصد أن يدعو به لنفسه، فهو منهي عن تكليف نفسه ما لا فائدة فيه، قاله العراقيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
١٠ - (ومنها): قد يُدَّعَى أن في حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا زيادة على حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- المذكور قبله؛ لأن عدم درايته لما يقول قد يكون لنعاس، وقد يكون لشغل فكر، أو لغير ذلك من الأسباب، لكن الأغلب كونه لنعاس، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
(عَنْ عَائِشَةَ) -رضي اللَّه عنها- (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ مِنْ اللَّيْلِ) أي: سمع صوت رجل يقرأ في الليل، وذكر عبد الغني بن سعيد -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "المبهمات" أن الرجل هو عبد اللَّه بن يزيد الأنصاريّ، فروى من طريق عمرة، عن عائشة -رضي اللَّه عنها- أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سمع صوت قارئ يقرأ، فقال:"صوت من هذا؟ " قالوا: عبد اللَّه بن يزيد، قال:"لقد ذَكَّرني آيةً -يرحمه اللَّه- كنت أنسيتها". انتهى.
(فَقَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- ("يَرْحَمُهُ اللَّهُ) هذا منه -صلى اللَّه عليه وسلم- دعاء للرجل على تذكيره له الآية