للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تسحب اسكانر

١- موقف طييء من الهمزة:

يبدو أنه قبيلة طييء، كانت تميل إلى التخلص من صوت الهمزة، في مثل: يؤاخي، ويؤاكل، ويؤاسي، فتبدلها حرفا من جنس حركة ما قبلها، فتصير الأمثلة السابقة، يواخي، ويواكل، ويواسي١، وتشتق الماضي من هذه الصيغ الجديدة، فتقول: واخيت، وواكلت، وواسيت.

ويؤيد كراهية طييء لنطق الهمزة، ما روى لنا عنهم من أنهم كانوا يبدلون الهمزة في بعض المواضع هاء، فقد "حكى ابن جني عن قطرب أن طيئا تقول: هن فعلت فعلت، يريدون: إن فيبدلون ٢". وهذا يذكرنا بما حدث في اللغة العبرية، إذ قلبت فيها همزة "إن" الشرطية، هاء كذلك، فيقال فيها: hinne "هني" = إن.

ولم يقتصر الأمر في قلب الطائيين الهمزة هاء على "إن" الشرطية وحدها، بل حكى ذلك عنهم في همزة الاستفهام كذلك، يقولون: "هزيد فعل ذلك؟ يريدون: أزيد فعل ذلك؟ ٣ ". ومثل هذا حادث في اللغة العبرية كذلك.

أما ما رواه لنا الفراء عن طييء، من أنهم كانوا يهمزون ما لا يستحق الهمز، في قوله: "وربما غلطت العرب في الحرف، إذا ضارعه آخر من الهمز، فيهمزون غير المهموز، سمعت امرأة من طييء تقول: رثأت زوجي


١ تهذيب اللغة ٧/ ٦٢٣ واللسان "أخا" ١٨/ ٢٣.
٢ اللسان "أنن" ١٦/ ١٧٨ والممتع لابن عصفور "١/ ٣٩٧.
٣ اللسان "ها" ٢٠/ ٣٧٣.

<<  <   >  >>