للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بها وقع، وليس الأول بمحذوف؛ لأن الأول علامة المضارعة، والعلامات لا تحذف"١.

كما يقول شارح مراح الأرواح: "وتحذف التاء الثانية جوازا في مثل: تتقلد، وتتباعد، وتتبختر، أي فيما اجتمع فيه تاءان في أول مضارع: تَفَعَّل وتفاعل وتفعلل، وذلك حال كونه فعل المخاطب أو المخاطبة، مفردا أو مثنى أو مجموعة، والغائبة المفردة والمثناة دون المجموع، إحداهما حرف المضارعة، والثانية تاء الباب، واختلف في المحذوف، فذهب البصريون إلى أنه هو الثانية؛ لأن الأولى حرف المضارعة، وحذفها مخل -على ما حُكي عن المبرد. وذهب الكوفيون إلى أنه هو الأولى؛ لأن الثانية للمطاوعة، وحذفها مخل، ولأنها زائدة وحذفها أهون. واختار المصنف مذهب البصريين؛ لأن رعاية كونه مضارعا أولى؛ لأن الغرض من الاشتقاق، إنما هو الدلالة على اختلاف المعنى، باختلاف الصيغ. وأما المطاوعة وسائر معاني الأبواب فإنما هي بعد هذا الغرض، ولأن الثقل إنما يحصل عند الثانية. وأما إثبات التاءين فهو الأصل، لدلالة كل واحد منهما على معنى"٢.

ومع أن سيبويه قال في كتابه٣: "فإن التقت التاءان في: تتكلمون، وتترسون، فأنت بالخيار، إن شئت أثبتهما، وإن شئت حذفت إحداهما فإنه عاد فقال بعد ذلك مباشرة: "وتصديق ذلك قوله عز وجل: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} ، و {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ} . وإن شئت حذفت التاء الثانية، وتصديق ذلك قوله تبارك وتعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} ،


١ إعراب القرآن المنسوب للزجاج ٣/ ٨٤٩.
٢ شرحان على مراح الأرواح في علم الصرف ٥٠
٣ كتاب سيبويه ٢/ ٤٢٥.

<<  <   >  >>