للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض البلاد العربية عن الثوب إنه مخيوط، وعن فلان من الناس إنه مهيوب، وعن الشيء إنه معيوب ومبيوع، وعن الحب إنه مكيول ... وغير ذلك.

والعربية الفصحى تُعِل هذه الأسماء وما يشابهها بما يسمى الإعلال بالنقل، فتقول مثلا: مَدِين، ومَخِيط، ومَعِيب، ومَبِيع، ومَكِيل، وغير ذلك.

غير أن هذا الذي قد شاع في اللهجات العامية المعاصرة، ليس إلا لهجة لقبيلة تميم١، من القبائل العربية القديمة. قال البغدادي في التعليق على قول العباس بن مرداس السلمي:

قد كان قومك يحسبونك سيدا ... وإِخالُ أنك سيدا مَغْيُون

"قوله: "مغيون، جاء على لغة تميم. ولغة غيرهم: مَغِين ... ومغيون -بالغين المعجمة- اسم مفعول من قولهم: غِين على قلبه، أي: غُطِّي عليه. وفي الحديث: "وإنه ليغان على قلبي". ولكن الناس ينشدونه بالباء، وهو تصحيف. وقد رُوي بالعين غير المعجمة، أي مصاب بالعين. والأول هو الوجه، وكلاهما مما جاء فيه التصحيح، وإن كان الاعتلال فيه أكثر كقولهم: "طعام مزيوت، وبر مكيول، وثوب مخيوط. والقياس: مَغِين، ومَزِيت، ومَكِيل، ومَخِيط"٢.

وقد أشار سيبويه إلى هذه اللغة، وإن لم ينسبها إلى تميم، فقال: "وبعض العرب يخرجه على الأصل، فيقول: مخيوط ومبيوع"٣. وكثير


١ انظر: شرح الشافية ٣/ ١٤٩.
٢ شرح شواهد الشافية ٤/ ٣٨٨-٣٨٩.
٣ كتاب سيبويه ٢/ ٣٦٣.

<<  <   >  >>