للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من هذه الكلمات السابقة، تذكر في بعض المعاجم العربية، بالتصحيح والإعلال، جنبا إلى جنب، دون نسبة إلى قبيلة معينة"١.

ومن الأمثلة على موضوعنا كذلك: ما شاع على ألسنة الناس من قولهم في لهجات الخطاب: "ظلموني الناس" و"لامني العواذل" و"زارونا الجيران" و"تَنُّو صاحي لحد ما رجعوا العيال من بره"، أي بإلحاق الفعل علامة جمع، وهو متقدم على الفاعل المجموع.

ومن المعروف في العربية الفصحى، أن الفاعل يجب إفراده دائما، حتى وإن كان فاعله مثنى أو مجموعا، أي أنه لا تتصل به علامة تثنية ولا علامة جمع، للدلالة على تثنية الفاعل أو جمعه، فيقال مثلا: "قام الرجل" و"قام الرجلان" و"قام الرجال" بإفراد الفعل: "قام" دائما؛ إذ لا يقال في الفصحى مثلا: "قاما الرجلان" ولا "قاموا الرجال".

تلك هي القاعدة المطردة في العربية الفصحى، شعرا ونثرا. أما قبيلة طيئ القديمة، فقد روي لنا عنها٢ أنها كانت تلحق الفعل علامة تثنية للفاعل المثنى، وعلامة جمع للفاعل المجموع. وقد حُكيت لنا هذه اللغة


١ انظر مثلا: الصحاح "عيب" ١/ ١٩٠ "خيط" ٣/ ١١٢٦ "بيع" ٣/ ١١٨٩ "خيل" ٤/ ١٦٩١ "كيل" ٥/ ١٨١٤ "دين" ٥/ ٢١١٧ "عين "٦/ ٢١٧١.
٢ انظر: الجنى الداني للمرادي ١٧١ وشرح درة الغواص للخفاجي ١٥٢ وبصائر ذوي التمييزه ٥/ ١٤٩ وشرح التصريح ١/ ٢٧٥، ٢/ ١١٠ وهمع الهوامع ١/ ١٦٠ والقاموس المحيط "الواو" ٤/ ٤١٣ والنهاية لابن الأثير ٣/ ٢٩٧ والفائق للزمخشري ٣/ ٧٤.

<<  <   >  >>