للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٢- كلمة: لله، يقال فيها: "لاهِ"، وذلك كما في قول ذي الإصبع العدواني:

لاهِ ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عني ولا أنت دياني فتخزوني١

"أراد: لله ابن عمك، فحذف لام الجر واللام التي بعدها"٢.

١٣- الفعل المضارع إذا كان نوني الفاء وهو مسند لجماعة المتكلمين. وقد ورد ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: "وكذلك نُجِّي المؤمنين" [الأنبياء: ٨٨] في قراءة ابن عامر وعاصم٣. وفي الآية تخريجات أخرى واهية، ذكرها ابن هشام فقال: "وقد يجيء هذا الحذف في النون. ومنه على الأظهر قراءة ابن عامر وعاصم: وكذلك نُجِّي المؤمنين، أصله: نُنَجِّي، بفتح النون الثانية. وقيل الأصل: نُنْجي، بسكونها، فأدغمت كإجّاصة وإجّانة. وإدغام النون في الجيم لا يكاد يعرف. وقيل: هو من نجا ينجو، ثم ضعفت عينه، وأسند لضمير المصدر. ولو كان كذلك لفتحت الياء؛ لأنه فعل ماض"٤.

وهذا التخريج الثالث في كلام ابن هشام، هو الرأي الوحيد عند الفراء، في قوله: "وقد قرأ عاصم، فيما أعلم: نُجِّي، بنون واحدة ونصب "المؤمنين" كأنه احتمل اللحن، ولا نعلم لها جهة إلا تلك؛ لأن ما لم يسم فاعله إذا خلا باسم رفعه، إلا أن يكون أضمر المصدر في: نُجِّي، فنوى به


١ الأغاني ٣/ ١٠٥ والمفضليات ق٣١/ ٤ ص١٦٠ والاقتضاب ٤٤١ وشرح شواهد المغني ١٤٧ وأمالي القالي ١/ ٢٦٠.
٢ انظر: الصحاح "ليه" ٦/ ٢٢٤٨.
٣ انظر: التيسير للداني ١٥٥.
٤ أوضح المسالك ٢٩٣.

<<  <   >  >>