للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرفع، ونصب "المؤمنين"، فيكون كقولك: ضُرِب الضرب زيدا، ثم تكنى عن الضرب، فتقول: ضرب زيدا. وكذلك نُجِّي النجاءُ المؤمنين"١.

وقد رد ابن جني هذا الرأي الذي ارتآه الفراء، على النحو الذي قدمه ابن هشام من قبل، يقول ابن جني: "وأما قراءة من قرأ: وكذلك نُجِّي المؤمنين، فليس على إقامة المصدر مقام الفاعل، ونصب المفعول الصريح؛ لأنه عندما على حذف إحدى نوني: "نُنَجِّي"، كما حذف ما بعد حرف المضارعة في قول الله سبحانه: "تذكرون" أي تتذكرون. ويشهد أيضا لذلك سكون لام "نجي"، ولو كان ماضيا لانفتحت اللام إلا في الضرورة"٢.

وقد أورد ابن الشجري معظم هذه الأقوال في أماليه، ثم قال: "وخطر لي في هذه القراءة وجه يخرج الفعل من بنائه للمفعول، وعن إدغام النون في الجيم، ولا يخرجه عن قياس العرب، وهو أن يكون القارئ نجي، أراد: ننجي، مفتوح النون مشدد الجيم، فحذف النون الثانية كراهة توالي مثلين متحركين، كما حذف التاء من قرأ: تذكرون، خفيف الذال، حذف التاء الثانية من تتذكرون، وكما حذفوا بإجماع التاء الثانية من تتنزل، وقرءوا كلهم: تنزل الملائكة والروح"٣.

١٤- مضارع وزن "أفعل". وأصل كراهة توالي الأمثال هنا في المضارع المسند إلى ضمير المتكلم، إذ الأصل فيه: "أؤكرم"، فصار بعد


١ معانى القرآن للفراء ٢/ ٢١٠.
٢ الخصائص ١/ ٣٩٨.
٣ أمالي ابن الشجري ٢/ ٢١٦.

<<  <   >  >>