للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تسحب اسكانر

كما يقول الإمام الرضي: "اعلم أن الهمزة، لما كان أدخل الحروف في الحلق، ولها نبرة كريهة، تجري مجرى التهوي، ثقلت بذلك على لسان المتلفظ بها، فخففها قوم - وهم أكثر أهل الحجاز ولا سيما قريش، روى عن أمير المؤمنين على رضي الله تعالى عنه: نزل القرآن بلسان قريش، وليسوا بأصحاب نبر، ولولا أن جبريل عليه السلام نزل بالهمز على النبي صلى الله عليه وسلم، ما همزنا - وحققها غيرها، والتحقيق هو الأصل كسائر الحروف، والتخفيف استحسان١".

ومع ذلك كله، فإننا نرى في الفصحى أمثلةغير مهموزة، وحقها الهمز، ولا تفسير لها إلا بذلك المبدأ، وهو الاستعارة من نظام لغوي مجاور.

ومن أمثلة ذلك، كلمة: "ناس"، فإن الأصل فيها هو: "أناس" المستعملة في الفصحة كذلك ٢.

والديل على أن الهمزة أصلية في الكمة، وجودها في بعض اللغات السامية كالعبريةن فهي فيها

توجد فقرة تسحب إسكانر "إيش بمعنى: رجل، والياء فيه بدل من النون، بدليل وجودها في الجمع، كما أن هناك مفردا نادرا الاستعمال في العبرية، يحتوي على هذه النون كذلك، وهو: Enos "إنوش"، ويقابل في العربية كلمة: "إنس".


١ شرح الشافية ٣/ ٣١.
٢ يشيع سقوط الهمزة فيها مع أداة التعريف ويندر في غير ذلك. انظر الخصائص ٣/ ١٥٠ وانظر أيضا: The Noldeke, zur Grammatik ١٦.

<<  <   >  >>