للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عِيَاضٌ ذَلِكَ (١) بِأَنَّ أَقْوَامًا حَدَّثُوا قَبْلَ الْأَرْبَعِينَ بَلْ قَبْلَ الثَّلَاثِينَ مِنْهُمْ: "مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ" ازدَحَمَ النَّاسُ عَلَيْهِ وَكَثِيرٌ مِنْ مَشَايِخِهِ أَحْيَاءٌ.

قَالَ اِبْنُ خَلَّادٍ (٢): فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ أَحْبَبْتُ لَهُ أَنْ يُمْسِكَ خَشْيَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ اِخْتَلَطَ.

وَقَدْ اِسْتَدْرَكُوا عَلَيْهِ بِأَنْ جَمَاعَةً مِنْ الصَّحَابَةِ وَغَيْرِهِمْ حَدَّثُوا بَعْدَ هَذَا السِّنِّ مِنْهُمْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى وخَلْقٌ مِمَّنْ بَعْدَهُمْ (٣).

وَقَدْ حَدَّثَ آخَرُونَ بَعْدَ اِسْتِكْمَالِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهُمْ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ وَأَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ وَأَبُو إِسْحَاقَ الهُجَيْمِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ -أَحَدُ الْأَئِمَّةِ الشَّافِعِيَّةِ (٤) -

[قلت] (٥): وَجَمَاعَةٌ كَثِيرُونَ.


= رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين وفي الأربعين تتناهى عزيمة الإنسان وقوته ويتوفر عقله ويجود رأيه وقال في الأربعين:
إذا ما عاشها رجل ... ما أوضح الحق والتبيان للرجل
وفي هذا المعنى شعر كثير وقال عمر بن عبد العزيز: "تمت حجة الله على ابن الأربعين ومات فيها".
(١) انظر الإلماع ص ٢٠٠ وما بعدها.
(٢) "المحدث الفاصل ص ٣٥٢.
(٣) انظر المحدث الفاصل ص ٣٥٥ وما بعدها، والإلماع ص ٢٠٤ وما بعدها.
(٤) انظر الإلماع ص ٢٠٧ وما بعدها
(٥) ساقط من "ح".

<<  <   >  >>