للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أحمد بن حنبل: وأكثرهم رواية ستة: أنس، وجابر، وابن عباس، وابن عمر، وأبو هريرة، وعائشة «١»

______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______

«١» [شاكر] أكثر الصحابة رواية للحديث: أبو هريرة، ثم عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أنس بن مالك، ثم عبد الله بن عباس حبر الأمة، ثم عبد الله بن عمر، ثم جابر بن عبد الله الأنصاري، ثم أبو سعيد الخدري، ثم عبد الله بن مسعود، ثم عبد الله بن عمرو بن العاص.

وقد ذكر العلماء عدد أحاديث كل واحد منهم، واتَّبعوا في العد ما ذكره بن الجوزي في تلقيح فهوم أهل الأثر- المطبوع في الهند- (ص ١٨٤).

وقد اعتمد في عده على ما وقع لكل صحابي في مسند أبي عبد الرحمن بقى بن مَخلد، لأنه أجمع الكتب. فذكر أصحاب الألوف، يعني من رُوي عنه أكثر من ألفى حديث، ثم أصحاب الألف، يعني من روي عنه أقل من ألفين، ثم أصحاب المِئِين، يعني من روي عنه أكثر من مائة وأقل من ألف، وهكذا، إلى أن ذكر من روي عنه حديثان، ثم من روي عنه حديث واحد.

ومسند بقى بن مخلد من أهم مصادر السنة، وقد قال فيه بن حزم: "مسند بقى روى فيه عن ألف وثلاثمائة صحاب ونيف، ورتب حديث كل صاحب على أبواب الفقه، فهو مسند ومصنف، وما أعلم هذه الرتبة لأحدٍ قبله، مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث".

انظر نفح الطيب (ج ١ ص ٥٨١ وج ٢ ص ١٣١). ولكن هذا الكتاب الجليل لم نسمع بوجوده في مكتبة من مكاتب الإسلام، وما ندرى: أفقد كله؟ ولعله يوجد في بعض البقايا التى نجت من التدمير في الأندلس، وأكثر الكتب التي بين أيدينا جمعاً للأحاديث: مسند الإمام أحمد بن حنبل، وقد يكون الفرق كبيراً جداً بين ما ذكره ابن الجوزي عن مسند بقى، وبين ما فى مسند أحمد - كما سترى في أحاديث أبي هريرة - ولا يمكن أن يكون كل هذا الفرق أحاديث فاتت الإمام أحمد، بل هو في اعتقادي ناشئ عن كثرة الطرق والرويات للحديث الواحد.

فقد قال الإمام أحمد في شأن مسنده: "هذا الكتاب جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألفاً، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه، فإن كان فيه وإلا فليس بحجة" =

<<  <   >  >>