وإذا لم نقل إنها تعديل -: فلا تضر جهالة الصحابي، لأنهم كلهم عدول، بخلاف غيرهم، فلا يصح ما استدل به الشيخ أبو عمرو رحمه الله، لأن جميع من تقدم ذكرهم صحابة. والله أعلم.
وأما التابعون: فقد تفرد حماد بن سلمة عن أبي العُشَراء «١» الدارمي عن أبيه بحديث: "أما تكون الذكاة إلا في اللبة؟ فقال: أما لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك"«٢».
ويقال: إن الزهري تفرد عن نيف وعشرين تابعياً. وكذلك تفرد عمرو بن دينار، وهشام بن عروة، وأبو إسحاق السبيعي، ويحيى ابن سعيد الأنصاري -: عن جماعة من التابعين.
وقال الحاكم: وقد تفرد مالك عن زهاء عشرة من شيوخ المدينة، لم يرو عنهم غيره.) (١)
______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______
«١»[شاكر]"العُشَراء" بضم العين المهملة وفتح الشين المعجمة وبالراء والمد [شاكر].
«٢»[شاكر] في الأصل لفظ الحديث: "إنما تكون الذكاة .. " إلخ. وهو تحريف، وصوابه:"أما تكون الذكاة .. " إلخ، بصيغة الاستفهام والحصر، فصححناه على ما في المنتقى (ج ٢ ص ٨٧٧ رقم ٤٦٤٩) ونسبه للخمسة، يعنى أحمد وأبا داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وأبو العُشراء اختُلف في اسمه ونسبه. ونقل في "التهذيب" عن البخاري قال: "في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر"[شاكر].