ينبغي للعالم أن يقم به في المجتمع وتحقيق الرسالة المنوطة به، وأمام الأبواب الموصدة يفقدون استقلالهم وتضمحل شخصياتهم ويحملون على الانخراط في مؤسسات دينية رسمية أعدت، من قبل، لخدمة أغراض مرسومة محددة لا يستطيعون تجاوزها، حيث يحال بينهم وبين تأدية دورهم في المجتمع، ويفقد الناس ثقتهم بهم.
وفي محاولة لتعميق الهوة بين هذه الأمة وعقيدتها، ورغبة في قطع الجذور التي تصلها بشريعتها، حاول المستعمر الكافر وضع التعليم الإسلامي وتعليم اللغة العربية في الظل، وأخلى الساحة لأفكار ومبادئ اختارها، وزين لشباب الأمة ورود حياضها، فلم يجن هذا الشباب إلا الشوك والقذى. ولم يذق غير مر العلقم، لقد جرّب الشباب المسلم كل ألوان الفكر الذي قدم له من شيوعية الى اشتراكية إلى راديكالية وقومية وديمقراطية وغيرها ممن زيّن له من الغثاء الذي زاد الأمة الإسلامية هوانا على هوان، وذلا فاق ما كانت فيه، وأيقن أن الإسلام وحده القادر على معالجة مشكلات الأمة، والنهوض بها من كبوتها، والقضاء على اسباب تخلفها، فقرر أن يتجه بعد أن تاهت به السبل إلى الإسلام، وأن يسلك السبيل إليه من غير رفيق سوء يخاف على دينه ونفسه، ولما واجهته مشكلة التفقه في الدين ومعرفة أحكامه لجأ الى الكتب من غير دراسات منهجية سابقة تعينه على الفهم السليم، كما افتقد الأستاذ الكفء الذي يأخذ بيده في دراسة هذا النوع الجديد عليه من المعرفة، فكانت النتيجة أن أصبح هؤلاء الشباب يفهمون الإسلام من خلال الكتب التي قرؤوها فرؤوا جانبا محدودا من الإسلام لا يعطيهم