للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مالك وابن عيينة]

كان ابن عيينة (١٣٧) قرين مالك وندا له، يقول الإمام الشافعي: «ومالك وابن عيينة القرينان، ولولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز (١٣٨) » ومع ذلك فقد روي: أن ابن عيينة ذكر مرة حديثا فقيل له: إن مالكا يخالفك في هذا الحديث، فقال القائل: أتقرنني بمالك؟ ما أنا ومالك إلا كما قال جرير:

وابن اللبون إذا ما لزّ في قرن ... ... لم يستطع صولة البزل القناعيس

ويروي لسفيان بن عيينة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يوجد عالم أعلم من عالم المدينة) فيقال لسفيان: من هو؟ فيقول: إنه مالك بن أنس: ويقول: «كان لا يبلغ من الحديث إلا صحيحا، ولا يحمل الحديث إلا عن ثقاة الناس، وما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موت مالك بن أنس» (١٣٩) .


(١٣٧) سفيان بن عيينة: هو سفيان بن أبي عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي المكنى بأبي محمد، إمام كوفي، فقيه محدث، ولد بالكوفة وتوفي بمكة المكرمة سنة (١٩٨ هـ) له ترجمة في تاريخ بغداد (٩/١٧٤) والحلية (٧/٢٧٠) وطبقات ابن سعد (٥/٤٩٧) والجرح والتعديل (٢ق١/٥٥) وتهذيب التهذيب (٤/١١٧) .
(١٣٨) الانتقاء (٢٢) .
(١٣٩) المرجع السابق (٣٦) .

<<  <   >  >>