معظمه بين الفرق الكلامية التي امتدت خلافاتها إلى الأمور الاعتقادية، فسوّغ بعضها لنفسه أن يرمي الآخرين بالكفر أو الفسق أو والبدعة، وحتى بين هذه الفرق لم تعدم صفحات التاريخ أن تجد من أدب الاختلاف ما يمكن تسجيله..
مناظرة بين عبّاس للخوارج:
عن عبد الله بن المبارك (٨٢) قال: حدّثنا عكرمة بن عمار، حدثنا سماك الحنفي قال: سمعت ابن عباس يقول: قال علي: لا تقاتلوهم (أي الخوارج) حتى يخرجوا فإنهم سيخرجون، قال: قلت: يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة فإني أريد أن أدخل عليهم فأسمع من كلامهم وأكلمهم، فقال: أخشى عليك منهم، قال:(أي ابن عباس) وكنت رجلا حسن الخلق لا أوذي أحدا. قال: فلبست أحسن ما يكون من الثياب اليمنية، وترجلت ثم دخلت عليهم وهم قائلون: فقالوا لي: ما هذا اللباس؟ فتلتو عليهم القرآن:(قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)(الأعراف: ٣٢) وقلت: ولقد
(٨٢) عبد الله بن المبارك: هو عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي المروزي المكنى بأبي عبد الرحمن، فقيه محدث حافظ حجة جمع. بين العلم والعبادة، والجهاد والتجارة، واشتهر بالزهد والورع توفي بمدينة هيت في العراق سنة (١٨١ هـ) ، له ترجمة في طبقات ابن سعد (٧/٣٧٢) والشيرازي (٧٧) والجرح والتعديل (٢ق٢/١٧٩) والتذكرة (١/٢٧٤) والحلية (٨/١٦٢) وتهذيب التهذيب (٥/٣٨٢) .