هـ- ورد أيضا في الجملة الثامنة عشرة:"وأجعل كلامي في فمه".
وهذا التعبير يشير إلى أن ذلك النبي ينزل عليه الكتاب، وأنه لا يتكلم من تلقاء نفسه أو هواها، بل بوحي من الله، وأنه يكون أميا حافظا للكلام.
ومحمد صلى الله عليه وسلم كان كذلك. قال الله تعالى:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى} سورة النجم ٤، وكان أميا حافظا. قال سبحانه وتعالى:{سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} سورة الأعلى ٦.
هذا, ولم يذع أحد من أبناء إسماعيل ذلك سوى محمد صلى الله عليه وسلم ولم يقم نبي أمي سواه منذ خلق الله الدنيا إلى اليوم. ووجاء فيها أيضا:"ويكلمهم بكل شيء آمره به". ومحمد كان يبلغهم كل شيء أمره الله به، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة.