التثليث هذه النسخة أي التي فيها"باراكليت"على النسخ الأخرى أي التي فيها"بيراكلوت"ومثل هذا الأمر منهم ليس ببعيد اهـ. وعلى كل إن كانت الكلمة في الأصل"بيراكلوت"بمعنى محمد أو أحمد أو محمود، فإن عيسى عليه السلام قد بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم صراحة، كما هو الحال في إنجيل برنابا، وكما هو صريح الآية في القرآن {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} وإن سلمنا أنها كانت"باراكليت"بمعنى المعزي والمعين والوكيل والشافع، فإن عيسى عليه السلام قد كنى عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لأن هذه المعاني كلها تصدق عليه. ذكر الشيخ عبد الوهاب النجار في كتابه قصص الأنبياء
أنه كان في سنة ١٨٩٤م طالبا في دار العلوم، وكان يجلس بجانبه في درس اللغة العربية العلامة الكبير الدكتور كارلونلينو المستشرق الإيطالي، وكان يحضر اللغة العربية بتوصية من الحكومة الإيطالية، فانعقدت بينهما أواصر الصحبة المتينة. يقول: وفي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة ١٣١١هـ خرجنا بعد المحاضرة وسرنا ثم قلت له: ما معنى"بيراكلوتس"؟ فأجابني بقوله: القسس يقولون معناها المعزي. قلت: إني أسأل الدكتور كارلونلينو الحاصل على الدكتوراة في آداب اللغة اليونانية القديمة ولست أسأل قسا. فقال: إن معناها: الذي له حمد كثير. فقلت: هل يوافق ذلك أفعل التفضيل من فعل حمد؟ فقال: نعم. فقلت: إن